مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]. وقال النبى - صلى الله عليه وسلم - " «يَمِينُ اللهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" إلى قوله: "وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضَ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ» [رواه مسلم، ورواه البخاري بمعناه].
وأجمع السلف على إثبات اليدين لله، فيجب إثباتهما له بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، مع مراعاة أن كِلتا يدي الرحمن يمين، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»[رواه مسلم].
[الأوجه التي وردت عليها صفة اليدين وكيف نوفق بينها]
الأول: الإفراد كقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}[الملك: ١]. الثاني: التثنية: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة:٦٤]. الثالث: الجمع كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}[يس:٧١]. والتوفيق بين هذه الوجوه أن نقول: الوجه الأول مفرد مضاف، فيشمل كل ما ثبت لله من يدٍ، ولا ينافى الثنتين، وأما الجمع {أَيْدِينَا} فهو للتعظيم،