للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن نعلم ما يلي: السماء السابعة فوقها الكرسي، فوق الكرسي الماء، وفوق الماء العرش {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: ٧]، والله فوق العرش، وهو سبحانه غني عن عرشه، كما سياتي تفصيل ذلك بعد قليل إن شاء الله تعالى]. فيجب الإيمان بعلو الذات لله تعالى وفوقيته، وكونِه في السماء، وذلك بدون تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، ونؤمن أن مُلك الله وسلطانه في السماء والأرض، وعلمَه وسع كل شيء في السماوات والأرض، ولكن ذاته سبحانه وتعالى فوق سبع سماوات، مستو على عرشه. قال الله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: ١٦]،

وليس المراد هنا أن جُرْمَ السماء تحويه -سبحانه وتعالى عن ذلك- بل المراد: ب "السماء" معنيين:

المعنى الأول: العلو والفوقية، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي: مَنْ على السماء، وذلك إذا أريد بالسماء: السماء المبنية.

المعنى الثاني: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي: مَن في العلو، إذا أريد بالسماء: ما علا وارتفع.

<<  <   >  >>