للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول

مراتب المخرجين بين طبقات الفقهاء

تمهيد: في التأليف في الطبقات:

ومما يتصل بموضوعنا معرفة طبقات الفقهاء، ومراتبهم، وموضع علماء التخريج من تلك المراتب لقد صنف العلماء في طبقات الفقهاء كتباً كثيرة، كما هو الشأن في سائر العلوم فمنهم من كان تصنيفه شاملاً (١)، ومنهم من قصر ذلك على علماء مذهبه (٢)، ومنهم من ألف في طبقات مناطق معينة (٣). ولسنا نعلم على وجه أكيد أول من ألف في طبقات الفقهاء، لكن ابن السبكي يذكر في طبقاته أن أول من بلغه أنه ألف في هذا المجال هو أبو حفص عمر بن علي المطوعي المتوفى في حوالي سنة ٤٤٠هـ (٤) مع اشتداد بحثه، وكثرة تنقيبه في هذا المجال. ومع ذلك فإن ابن السبكي لم يقف على هذا


(١) كطبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي (ت ٤٧٦هـ).
(٢) كطبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى (ت ٥٢٦هـ) وطبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي (ت ٧٧١هـ)، والجواهر المضية في طبقات الحنفية، لمحي الدين أبي محمد بن عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي (ت ٧٧٥هـ)، والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لبرهان الدين إبراهيم بن علي المعروف بابن فرحون المدني المالكي (ت ٧٩٩هـ) ٩، وغير هؤلاء كثيرون في كل مذهب.
وهناك مؤلفات خاصة في طبقات العلماء في مختلف أنواعها، كمعجم الأدباء، وطبقات الشعراء، وطبقات المفسرين والأدباء وغيرهم، ولكننا قصرنا الكلام على ما يتعلق بموضوعنا أي في الفقه والأصول.
(٣) كطبقات فقهاء اليمن لعمر بن سمرة الحصيري (ت ٥٨٦هـ)،
(٤) هو أبو حفص عمر بن علي المطوعي من أهل نيسابور، كان أديباً شاعراً، خدم في شبابه الأمير أبا الفضل الميكالي. توفي سنة ٤٤٠هـ.
من آثاره: (درج الغرر ودرج الدرر) في محاسن نظم الميكالي ونثره، وحمد من اسمه أحمد، عارض به كتاب فضل من اسمه الفضل للثعالبي.
راجع في ترجمته: الأعلام ٥/ ٥٥، ومعجم المؤلفين ٧/ ٣٠٢.

<<  <   >  >>