للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن إبراهيم النخعي (١) أنه قال: ما أخرجت الأرض من قليل أو كثير من شيء ففيه العشر، وإن لم يخرج إلا دستجة (٢) بقل، فكان أبو حنيفة يأخذ بهذا ويقول: لا تترك أرض تعتمل لا يؤخذ منها ما يجب عليها من الخراج، وما يجب عليها من العشر إذا كان في أرض العشر، قليلاً أخرجت أم كثيراً (٣).

المطلب الثاني

مفهوم نص الإمام

ذكرنا أن مصادر التخريج التي تؤخذ منها مذاهب الأئمة الأربعة آراؤهم ونصوصهم الصريحة، أو ما يجري مجرى نصوصهم، من اقتضاء أو إيماء أو إشارة، أو تنبيه على رأي، أو ما شابه ذلك، مما يدخل في اصطلاحاتهم في نطاق [المنطوق]. ولكن إذا كان مذهب الإمام مما يتوصل إليه لا عن طريق الدلالة اللفظية الوضعية، بل عن طريق المفهوم، أو الدلالة الالتزامية فهل يعد ما يتوصل إليه عن هذا الطريق مذهباً للإمام، فينسب إليه؟.


(١) = الأشعري، وأستاذ الإمام أبي حنيفة في الفقه والحديث. تلقى الفقه عن إبراهيم النخعي وكان من أذكى تلاميذه. قيل لإبراهيم من لنا بعدك؟ فقال حماد. توفي سنة ١١٩هـ وقيل سنة ١٢٠هـ.
راجع في ترجمته: طبقات الفقهاء للشيرازي ص ٨٣، والفهرست لابن النديم ص ٢٨٥، وشذرات الذهب ١/ ١٥٧.
() هو أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي أحد الأئمة المشاهير، كان تابعياً رأى عائشة رضي الله عنها ودخل عليها صغيراً، ولم يثبت له منها سماع. روى عن مسروق وعلقمة وشريح وغيرهم. عرف بحدة الذهن والبراعة في الفقه. قال الشعبي: ما ترك أحداً أعلم منه. كان شيخاً لحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة. توفي سنة ٩٦هـ وقيل ٩٥هـ.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ١/ ٦، وشذرات الذهب ١/ ١١١ والأعلام ١/ ٨٠ وتاريخ التشريع الإسلامي للشيخ محمد علي السايس وجماعته ص ١٩٤.
(٢) الدستجة: الحزمة، معرب جمعه دساتج، ومنه دستة المستعملة في الإثنى عشر.
(٣) الخراج ص ٥٣.

<<  <   >  >>