وعلى رأي طائفة أخرى، أن المفهوم هو ما حصل عند العقل لا في العقل. وهذا بناء على اختلافهم في أن صور الجزئيات الجسمانية هي هي مرتسمة فيما أسموه النفس الناطقة، بواسطة الحواس، أو أنها مرتسمة في الحواس لا في النفس، فمن فسر المفهوم بالمعنى الأول قال في العقل، ومن فسره بالمعنى الثاني قال عند العقل، والمفهوم والمعنى عندهم متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار، لأن كلاً منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده، على الاختلاف المذكور، لكنهما مختلفان، من حيث القصد والحصول، فمن حيث أنها تقصد باللفظ تسمى معنى، ومن حيث أنها تحصل في العقل تسمى مفهوماً. [كشاف اصطلاحات الفنون ٣/ ١١٥٤] وكل ذلك من زيادات المتفلسفين على المفاهيم والدلالات اللغوية. (٢) انظر: لسان العرب. (٣) الإحكام للآمدي ٣/ ٦٦، جمع الجوامع بشرح الجلال المحلي وحاشية العطار ٢/ ٣١٦ و ٣١٧. (٤) شرح مختصر المنتهى للعضد ٢/ ١٧١. (٥) شرح الكوكب المنير ٣/ ٤٧٣. (٦) الإحكام للآمدي ٣/ ٦٩، ومختصر ابن الحاجب بشرح العضد ٢/ ١٧٢، وذكر الأسنوي أنه يسمى تنبيه الخطاب أيضاً، ولكنه ذكر لحسن الخطاب من أسماء مفهوم =