للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عام فإنه من الصعب أن يقال إن ذلك مما نص عليه الإمام، فما لم يصرح برجحانه إن نسبناه إليه، بناءً على قربه من الكتاب أو السنة أو الإجماع، فإن نسبته إليه مبنية على الاستنباط، لا على أنه صرح بذلك.

الطريق الثاني:

نقل أصحابهم لآرائهم في المسائل المختلفة (١).

والطريق الثاني لمعرفة نصوص الإمام هو أصحابه، أو تلاميذه الذين تلقوا عنه العلم، فإنهم أفضل الطرق بعد مؤلفاته، لمعرفة رأيه ونصوصه. فإن ملازمتهم له، وتدوينهم ما يصدر عنه من الفتاوى والأقوال، يجعل ذلك طريقاً صحيحاً للتعرف على رأي الإمام المجتهد. وقد ثبت أن كثيراً من الأئمة كان تلاميذهم يكتبون عنهم، وكان الأئمة يقرون ذلك، وإن ورد عن بعضهم كراهيته الكتابة (٢).


(١) مالك لمحمد أبو زهرة ص ١٦٨ والشافعي لمحمد أبو زهرة ص ١٤٩.
(٢) نشير هنا إلى أن أصحاب مالك كانوا يكتبون عنه ولا ينهاهم عن ذلك. [مالك لمحمد أبو زهرة ص ١٩٦ نقلاً عن المدارك ص ١٨٧ ..] وأن أصحاب الشافعي نقلوا عنه الكثير من الآراء والفتاوى ومن هؤلاء أبو بكر الحميدي بمكة [ت ٢١٩هـ] ومن أصحابه ببغداد أبو علي الزعفراني [ت ٢٦٠هـ]، وأبو علي الحسين الكرابيسي [ت ٢٥٦هـ]، وأبو ثور الكلبي [ت ٢٤٠هـ]، وأبو علي الحسين الكرابيسي [ت ٢٥٦هـ]، وأبو ثور الكلبي [ت ٢٤٠هـ]. ومن أصحابه بمصر حرملة بن يحيى بن حرملة [ت ٢٦٦هـ] والربيع بن سليمان المرادي [ت ٢٧٠هـ]، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني [ت ٢٦٤هـ] ومحمد بن عبد الله بن الحكم [ت ٢٥٨هـ] وغيرهم [الشافعي لأبي زهرة ص ١٤٩ - ١٥٥].
ومن أصحاب أبي حنيفة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري [ت ١٨٢هـ] ومحمد بن الحسن الشيباني [ت ١٨٩هـ]، وزفر بن الهذيل الكوفي [ت ١٥٨هـ] والحسن بن زياد اللؤلؤي [ت ٢٠٤هـ].
وممن كتبوا من أصحاب الإمام أحمد- رحمه الله- أو رووا عنه: أبو يعقوب إسحاق التميمي المعروف بالكوسج [ت ٢٥١هـ] ومحمد بن عبد الله البغدادي المعروف بحمدان [ت ٢٧٢هـ] وأبو بكر أحمد بن محمد المعروف بالأثرم [٢٦١هـ]. وولداه عبد الله [ت ٢٩٠هـ] وصالح [ت ٢٦٦هـ] وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المروزي [ت ٢٧٥هـ] وأبو الحسن عبد الوهاب بن عبد الكريم الوراق=

<<  <   >  >>