للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- ومن أولئك العلماء أيضاً عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي (ت ١٢٣٥هـ) (١) فقد ذكر في منظومته مراقي السعود وشرحها نشر البنود، مراتب العلماء على الوجه الآتي:

١ - المجتهد المطلق.

٢ - المجتهد المقيد وجعله قسمين:

أ- مجتهد المذهب، وهو الذي يقوم بتخريج الوجوه على نصوص إمامه أو قواعده (٢).

ب- مجتهد الفتيا وهو المتبحر في مذهب إمامه المتمكن من ترجيح قول على آخر.

٣ - حافظ المذهب، الذي ليس من الاجتهاد على شيء، ولكنه يقوم بحفظ المذهب وفهمه في الواضحات والمشكلات ومعرفة عامه وخاصة ومطلقه ومقيده.

ويفهم من كلامه أنه تابع ابن الصلاح، إذ مآل الطبقات عنده خمس، لأن المجتهد المطلق عنده لا بد أن يشمل تلاميذ الأئمة، فيكون المطلق عنده قسمين مستقلاً وغير مستقل، وذلك لأنه لم يجعل بين المطلق والمخرج طبقة


(١) هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم العلوي الشنقيطي، من فقهاء المالكية المعاصرين. علوي النسب من غير أبناء فاطمة. طلب العلم في المدن والصحارى، وأقام بفاس وحج وعاد إلى بلاده فتوفي فيها سنة ١٢٣٥هـ.
من مؤلفاته: نشر البنود في شرح مراقي السعود، فوح الأقاح منظومة في علم البيان وشرحها فيض الفتاح، وطلعة الأنواع منظومة في مصطلح الحديث.
راجع في ترجمته: الأعلام ٤/ ٦٥.
(٢) أجاز اللخمي التخريج على قواعد ليست لإمامه، وقد عاب المالكية عليه ذلك، حتى قال ابن غازي (ت ٩١٩هـ).
لقد مزقت قلبي سهام جفونها ... كما مزق اللخمي مذهب مالك
انظر قواعد المقري ١/ ٣٥٠ والحاشية (٢) للمحقق. ونشر البنود ٢/ ٣٢٢، ونيل الابتهاج ص ٣٣٤.

<<  <   >  >>