للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبوجه عام فإن أهم أعمالهم المتميزة كانت في ثلاثة أمور:

تعليل الأحكام، والترجيح، والانتصار للمذهب.

وقد ساعد على ذلك شيوع الجدل والمناظرات فيما بين العلماء، الأمر الذي دفع الكثيرين منهم إلى البحث عن العلل والأدلة التي دفعت أئمتهم إلى أن يقولوا ما قالوه في طائفة من المسائل، التي أدى الاختلاف فيها إلى الاختلاف في الأحكام الفقهية.

وقد ذكروا أن من العلماء المبرزين في هذا المجال – أي الخلافيات – أبا زيد عبد الله بن عمر الدبوسي (ت ٤٣٠هـ) في التعليقة، وابن القصار المالكي (ت ٣٩٨هـ) في كتابه (عيون الأدلة)، وأبا حامد الغزالي (ت ٥٠٥هـ) في كتابه المآخذ (١)، وأن ابن الساعاتي (ت ٦٩٤هـ) (٢)، قد جمع في أصول الفقه (جميع ما يبنى عليها من الفقه الخلافي، مدرجاً في كل مسألة منه ما ينبني عليها من الفقه الخلافي، مدرجاً في كل مسألة منه ما ينبني عليها من الخلافيات) (٣)، ولكن عد أمثال هذه الكتب مما نحن فيه يحتاج إلى دراستها وتمحيصها، ومعرفة ما تناولته من الموضوعات، وكيفية تناولها لها، وهذا أمر غير ميسور في كثير من هذه الكتب، لعدم العلم بوجود أكثرها، أو لعدم تيسر الحصول على بعض منها.


(١) = للسبكي والسايس والبربري ص ٣١٤.
() مقدمة ابن خلدون: الموضع السابق، وأبجد العلوم ٢/ ٢٧٧.
(٢) هو: أبو العباس مظفر الدين أحمد بن علي بن تغلب المعروف بابن الساعاتي البغدادي المولد والمنشأ وعرف بابن الساعاتي، لأن أباه هو الذي عمل الساعات المشهورة على باب المستنصرية ببغداد. فقيه وأصولي وأديب، توفي سنة ٦٩٤هـ وقيل سنة ٦٩٦هـ، وقيل غير ذلك.
من مؤلفاته: مجمع البحرين وشرحه في الفقه الحنفي، والبديع في أصول الفقه، جمع فيه بين أصول البزدوي وإحكام الآمدي، والدر المنضود في الرد على فيلسوف اليهود.
راجع في ترجمته: الجواهر المضيئة ١/ ٢٠٨، مفتاح السعادة ٢/ ٥٦، معجم المؤلفين ٢/ ٤.
(٣) مقدمة ابن خلدون: الموضع السابق.

<<  <   >  >>