للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنه قيل للصبح: فجْر؛ لكونه فَجَرَ الليل؛ قال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨] (١).

وقيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلعها: فجْر؛ لانبعاث ضوئه ونوره عليهم بطرقهم وفجاجهم. وهذا ابتداء تنفس الصبح، قال الحق سبحانه {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: ١٨] (٢).

وهما فجران: أحدهما المستطيل؛ وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان. والآخر المستطير؛ وهو الصادق المنتشر في الأفق؛ ولا يكون الصبح إلا الصادق (٣).

وكانت العرب تسمي الفجر (أول بياض النهار) الخيطَ الأبيض والصَّديع؛ ومنه قولهم: انصدع الفجر، ويقولون للأمر الواضح: هذا كفلق الصبح، وكانبلاج الفجر، وتباشير الصبح (٤).

وأما تعريف الفجر في اصطلاح أهل العلم: فلا يخرج عن معناه في لغة العرب؛ فهو عند الفقهاء فجران:

الفجر الأول: وهو البياض المستدق المتنفس صُعُدًا من


(١) انظر في معاني الفجر لغة: مفردات ألفاظ القرآن (٦٢٥، ٦٢٦) لسان العرب (١٠/ ١٨٧) المعجم الوسيط (٢/ ٦٧٥) جميعها (فجر).
(٢) انظر: تفسير الطبري (جامع البيان) (٣/ ٢٦٢، ٢٦٣).
(٣) انظر: مفردات ألفاظ القرآن (٦٢٥، ٦٢٦) لسان العرب (١٠/ ١٨٧) جميعها فجر.
(٤) انظر: تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) (٣/ ١٩٧ - ١٩٩).

<<  <   >  >>