للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرع الثاني:

ألفاظ القنوت في الوتر التي لا أصل لها في الشرع

ما لا أصل له في الشرع من ألفاظ القنوت في الوتر: لا يُشرع القنوت به في الوتر؛ لأن القنوت دعاء والدعاء عبادة (١)، والعبادة لا تصح إلا أن تكون موافقة للشرع، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: ٥٥] (٢)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس


(١) قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء هو العبادة» أخرجه أبو داود في السنن (١٤٧٩)، والترمذي في الجامع (٣٢٤٧) وقال حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٤٤)، وابن ماجة في السنن (٣٨٢٨)، وأحمد في المسند (٤/ ٢٦٧، ٢٧١، ٢٧٦) عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -، وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٤٩): "إسناده جيد".
(٢) عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء» ثم تلا هذه الآية. أخرجه أبو داود في السنن، رقم (١٤٨٠)، وأحمد في المسند (١/ ١٧٢، ١٨٣)، وله شاهد من حديث عبد الله بن مغفل، أخرجه أبو داود في السنن، رقم (٩٦)، وابن ماجة في السنن (٨١٥)، وأحمد في المسند (٤/ ٨٧، ٥/ ٥٥).

<<  <   >  >>