وعن قتادة: من شكر النعمة إنشاؤها، وفي كتاب الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (١).
٥٢٦ - و (تحسين المرأة الشيء لزوجها).
ابن منده عن سهلة ابنة سعد أخت سهل بن سعد أنها قالت: يا رسول الله، المرأة تصنع لزوجها الشيء تعطفه عليها؟ فقال:"متاع في الدنيا، ولا خلاق لها في الآخرة".
قلت: يعارضه ما عند (هـ) عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنها أتت النبي ﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسى لك الغداء - أنه ما من امرأة كانت في شرق ولا غرب سمعت مخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأي، أن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك، وبإلهك الذي أرسلك، وأنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومفضي شهواتكم، وحاملات أولادكم، وأنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وأن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرًا أو مرابطًا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي ﷺ إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال:"هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا، فالتفت النبي ﷺ إليها، ثم قال: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمى من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها مرافقته، يعدل ذلك كله". فأدبرت المرأة، وهي تهلل وتكبر استبشارًا.