للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال النووي في (شرح مسلم): لا يلزم من كون الشيء رحمة أن يكون ضده عذابًا. قال: ولا يلتزم هذا ويذكره إلا جاهل، أو متجاهل: وقد قال تعالى ﴿وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ (١) فسمى الليل رحمة، ولا يلزم من ذلك أن يكون النهار عذابًا.

قال الخطابي: والاختلاف في الدين ثلاثة أقسام:

الأول: في إثبات الصانع، ووحدانيته، وإنكار ذلك كفر.

والثاني: في صفاته، ومشيئته، وإنكارها بدعة.

والثالث: في أحكام الفروع المحتملة وجوهًا، فهذا جعله الله رحمة وكرامة للعلماء، وهو المراد باختلاف أمتي رحمة. انتهى.

وقيل: المراد اختلاف الأمة في الحرف والصنائع والأصح الأول، أنه اختلاف العلماء في الفروع، فقد أخرج (خط) في رواة مالك، عن إسماعيل بن أبي المجالد قال: قال هارون الرشيد لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، تكتب هذه الكتب وتفرقها في آفاق الإسلام؛ لتحمل عليها الأمة؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن اختلاف العلماء رحمة من الله على هذه الأمة، كل يتبع ما صح عنده، وكل على هدى، وكل يريد الله.

(ط، هـ) في (المدخل) بسند منقطع عن ابن عباس: مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به، لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فإن لم يكن سنة مني فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما أخذتم به اهتديتم فاختلاف أصحابي لكم رحمة".

(هـ) في المدخل أيضًا عن القاسم بن محمد قال: اختلاف أصحاب محمد رحمة لعباد الله. وأخرجه (عم) بلفظ: "كان اختلاف أصحاب رسول الله


(١) سورة القصص (٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>