للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذكر شيخ الإسلام والذي في "تفسيره" أنه يوم نحس مستمر على الكفار والفجار لا على الأخيار والأبرار فإنه يوم سعد مستمر عليهم.

وصدق رضى الله تعالى عنه لأن اليوم الذي هلكت فيه عاد هو اليوم الذي نجا فيه هود وأصحابه المؤمنون وكفاهم الله تعالى فيه أعداءهم الكافرين.

قال قتادة في قوله تعالى ﴿يَوْمِ نَحْسٍ﴾ (١): يوم مشئوم على القوم مستمر، استمر عليهم شؤمه.

رواه ابن جرير وغيره وروى ابن مردويه عن أنس قال: سئل رسول الله عن الأيام وسئل عن الأربعاء قال: "يوم نحس". قالوا: كيف ذاك؟ قال: "غرق الله فرعون وقومه فيه وأهلك عادا وثمود أي فيه".

فتأمل كيف بيَّن أن نحوسه إنما كان على الهالكين فهو سعود للناجين.

ثم أخبر والدى عن نفسه إنه ما أراد أمرًا مهما أراد تمامه ويمنه إلا أخره إلى آخر أربعاء في الشهر فيتم ويكون مباركًا ميمونًا.

وكنت كثيرًا ما يدخل قلبى شئ من موت الشيخ الوالد رضى الله تعالى عنه في آخر أربعاء في الشهر فإنه توفى يوم الأربعاء في أول وقت العصر سادس عشرين شوال سنة أربع وثمانين وتسعمائة حتى وقفت على ما ذكرته عنه هنا من هذه العادة المباركة وإن الله تعالى أجرى له هذه العادة المباركة في مهماته لتكون مباركة حتى أتمها بوفاته في آخر أربعاء من الشهر وكانت وفاته مباركة ميمونة عليه وأى مهم يطلب منه وبركته للعبد أعظم من قدومه على ربه كما قلت:

أعظم الأيام يمنا … يوم ألقى نور عينى

حبذا إلى يوم جمع … بين أهوى وبينى

١٥٩٦ - ز (ما بعث الله من نبى إلا قد أنذر أمته الدجال).

(أ، ق، د، ت) عن أنس، (خ) عن ابن عمر.


(١) سورة القمر: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>