للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - البدل، أو عطف البيان (١):

نحو قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥)} (٢).

قال ابن عاشور: "والمراد بالمفاز: الجنة ونعيمها، وأوثرت كلمة {مَفَازًا} على كلمة: الجنة، لأن في اشتقاقه إثارة الندامة في نفوس المخاطبين ... ، وأبدل {حَدَائِقَ} من {مَفَازًا} بدل بعضٍ من كل، باعتبار أنه بعض من مكان الفوز، أو بدل اشتمالٍ باعتبار معنى الفوز" (٣).

٥ - (إذ) الظرفية:

نحو قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)} (٤).


(١) قال ابن مالك في شرح الكافية: "عطف البيان تابع يجري مجرى النعت في تكميل متبوعه، ومجرى التوكيد في تقوية دلالته، ومجرى البدل في صلاحيته للاستقلال، وليس نعتا؛ لأن تكميله بشرح وتبيين لا بدلالة على معنى في المتبوع أو شيء من سببه، وليس توكيدًا؛ لأنه لا يرفع توهم مجاز، ولا وضع عام موضع خاص، وليس بدلا؛ لأن متبوعه مكمل به غير منوي الاطِّراح بخلاف البدل، فإن الغالب كون متبوعه منوي الاطراح، أو في حكم ما هو منوي الاطراح ... ". شرح الكافية الشافية، لابن مالك الجياني (٣/ ١١٩١، ١١٩٢).
"وقد يأتي لمجرد المدح بلا إيضاح، ومنه: {جعل الله الكعبة البيت الحرام}، فالبيت الحرام عطف بيان للمدح لا للإيضاح". الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٢٣٩).
(٢) سورة النبأ: ٣١ - ٣٥.
(٣) التحرير والتنوير (٣٠/ ٤٤).
(٤) سورة التوبة: ٤٠.

<<  <   >  >>