للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عاشور: "إلا تنصروه، فهو غني عن نُصرتكم بنصر الله إياه، إذ قد نصره في حين لم يكن معه إلا واحدٌ لا يكون به نصر، فكما نصره يومئذ ينصره حين لا تنصرونه ...

ويتعلق {إِذْ أَخْرَجَهُ} بِـ {نَصَرَهُ}، أي زمن إخراج الكفار إيّاه، أي من مكة، والمراد خروجه مهاجرًا" (١).

أنواعه في القرآن الكريم:

يكون التّفصيل بعد الإجمال على نوعين:

الأول: تفاصيل القصّة.

الثاني: تفاصيل كلام مجمل سابق.

الأول: تفاصيل القصة:

بأن ترد الآية فيها إشارةٌ مجملةٌ لقصةٍ ما، ثم تُردف بذكر تفاصيل القصّة فيما يتلوها من آيات، نحو قوله تعالى:

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (١٢) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (١٥)} (٢).

المبيَّن: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}.

البيان المتَّصل: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (١٢) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (١٥)}.

المعنى الإجمالي للبيان المتَّصل:

بدأت الآيات بإشارة إلى قصة ثمود وتكذيبهم نبيهم صالح - عليه السلام -،


(١) التحرير والتنوير (١٠/ ٢٠١)
(٢) سورة الشمس: ١١ - ١٥.

<<  <   >  >>