للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما "الوالدين" ففي "البقرة": {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ١، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} ٢ {وَعَلَى وَالِدَيَّ} ٣ {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} ٤ {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} ٥، والعمل عندنا على ما نقله الناظم عن أبي داود من الحذف في "واحد"، حيث وقع، "أزواج"، و"الوالدين" كيف وقعا، على حذف ألف "واحدة" حيث ورد والباء في قوله: "بواعدنا" بمعنى "في" قوله: "أزواج" عطف على "واحد" بحذف العاطف، وبعد "كيف" جملة محذوفة، والتقدير وأزواج كيف وقع، والوالدين كيف وقع.

ثم قال:

. . . . . . . . . . . . ... وفي العظام عنهما في المؤمنين

وغير أول بتنزيل أتين ... كلا والأعناب بغير الأولين

لكن عظامه له بالألف ... وكل ذلك بحذف المنصف

ذكر هنا حكم الألف التي في: "العظام"، و"الأعناب"، حيث وقعا في القرآن، فأخبر عن الشيخين بحذف الألف التي في "العظام" الواقع في سورة "المؤمنين" بأربعة مواضع، وهي: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} ٦ {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا} ٧ {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا} ٨، وقد قرأ ابن عامر وشعبة: الأولين بفتح العين وسكون الظاء من غير ألف على الأفراد، وعبارة الناظم تشمل الموضعين الأخيرين لأبي عمرو مع أنه ليس له فيها كلام، بل صريحة تخصيص الموضعين الأولين بالحذف، وإذا أصلح بيت الناظم بإصلاحات أحسنها: "والداني أولي عظام المؤمنين"، ثم أخبر بأن أبا داود ذكر في "التنزيل" حذف كلمات "العظام" غير اللفظ الأول منها، وهو قوله تعالى في سورة البرة: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ٩، وإن أبا داود ذكر في "التنزيل" أيضا حذف ألفاظ "الأعناب" كلها إلا اللفظين الأولين وهما:


١ سورة البقرة: ٢/ ٨٣.
٢ سورة النساء: ٤/ ٣٣.
٣ سورة النمل: ٢٧/ ١٩.
٤ سورة العنكبوت: ٢٩/ ٨.
٥ سورة لقمان: ٣١/ ١٤.
٦ سورة المؤمنون: ٢٣/ ١٤.
٧ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٣٥.
٨ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٨٢.
٩ سورة البقرة: ٢/ ٢٥٩.

<<  <   >  >>