للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} ١ بالبقرة، {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ} ٢ بالأنعام، ثم استدرك الناظم على قوله: "وغير أول بتنزيل أتين" فقال: "لكن عظامه له بالألف"٣ أي: لكن لفظ "عظامه" الواقع في قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} ٤ بسورة القيامة بإثبات الألف لأبي داود في "التنزيل"، ثم أخبر أن كل ذلك، أي: جميع ألفاظ العظام، والأعناب، الواردة في القرآن حذفها صاحب المنصف لا فرق عنده بين الأول من لفظ "العظام"، وغيره ولا بين الأولين من لفظ "الأعناب"، وغيرهما فالأول من لفظ "العظام" تقدم، وأما غير الواقع بغير سورة "المؤمنين"، والقيامة فنحو: موضعي الإسراء: {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} ٥، ونحو قال: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ} ٦ في "يس".

وأما: الأولان من لفظ "الأعناب" فقد تقدما، وأما غيرهما فكما في "الرعد": {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ} ٧ في النحل: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ} ٨، وهو متعدد فيما بعد البقرة ومنوع كما مثل، والعمل عندنا على الحذف في لفظي "العظام"، و"الأعناب" حيث وقعا الا: {أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} ٩ بالقيامة، فالعمل على إثبات ألفه.

وقوله: في "العظام" خبر مبتدأ محذوف تقديره الحذف، و"غير" منصوب على الاستثناء من فاعل أتين، وأنت الضمير بتأويل كلمات العظام والأعناب معطوف على "فاعل" "أتين"، وأنت الضمير بتأويل كلمات "العظام" و"الأعناب" معطوف على فاعل "أتى" الذي هو النون.

مواضع حذف همزة الوصل من الرسم القرآني:


١ سورة البقرة: ٢/ ٢٦٦.
٢ سورة الأنعام: ٦/ ٩٩.
٣ يعني لفظ العظام بالألف.
٤ سورة القيامة: ٧٥/ ٣.
٥ سورة الإسراء: ١٧/ ٤٩.
٦ سورة يس: ٣٦/ ٧٨.
٧ سورة الرعد: ١٣/ ٤.
٨ سورة النحل: ١٦/ ١١.
٩ سورة القيامة: ٧٥/ ٣.

<<  <   >  >>