للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال:

وعن أبي عمرو فصال لقمان ... وعن أبي داود جاء الحرفان

أخبر عن أبي عمرو الداني بحذف ألف: "فصاله"، الواقع في سورة "لقمان"، وعن أبي داود بحذفه وحذف الذي في سورة: "الأحقاف". وهما المرادان بقوله: "الحرفان" أي الكلمتان أما الأول فهو: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} ١، وقد قرئ شاذا: "وفصاله" بفتح الفاء وسكون الصاد.

وأما الثاني فهو: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} ٢، وقد قرئ شاذا كالأول، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف: "فصاله" في السورتين.

ثم قال:

ولا تخاف دركا يدافع ... الحذف عنهما بخلف واقع

فناظره ثم معا بها دي ... فيها سراجا.............

أخبر عن الشيخين بالخلاف في حذف ألف: "تخاف"من قوله: {لَا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى} ٣، وألف: "يدافع"، "فناظره" المقترن بالفاء و"بهادي"، المقترن بالباء، و: "سراجا" المقترن بفيها.

أما "تخاف" من قوله: {لا تَخَافُ دَرَكاً} ٤ ففي "طه"، وقد قرأه حمزة بحذف الألف وإسكان الفاء، وقيده بالمجاور، وهو: "دركا"، دفعا لتوهم دخول المفتتح بالياء نحو: {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} ٥، وقد قرأ المكي هذا أعني: {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} ٦ بغير ألف بعد الخاء ويحزم الفاء، قال في "التنزيل"، وليس عندنا للمصاحف في هذا رواية إلا أن الذي يجب في القياس أن يكتب في مصاحف أهل مكة بغير ألف، انتهى.

وذكر قبل هذا احتمال كتابته بالألف، وبحذفها على قراءة غير المكي والعمل عندنا على إثبات الألف لغير المكي، وأما "يدافع" ففي "الحج":


١ سورة لقمان: ٣١/ ١٤.
٢ سورة الأحقاف: ٤٦/ ١٥.
٣ سورة طه: ٢٠/ ٧٧.
٤ سورة طه: ٢٠/ ٧٧.
٥ سورة طه: ٢٠/ ١١٢.
٦ سورة طه: ٢٠/ ١١٢.

<<  <   >  >>