للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بترجيح الحذف، الياء الأولى قبل الياء الثانية المتحركة يعيب على حذف الثانية المتحركة، وإثبات الأولى وذلك في أربع كلمات:

- الكلمة الأولى: "وليي" من قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} ١ في "الأعراف"، وأصل هذه الكلمة بثلاث ياءات الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة مفتوحة فكتبوها بياء واحدة معرفة.

- الكلمة الثانية: "حيي" من قوله تعالى: {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} ٢. في الأنفال.

- الكلمة الثالثة: "يحيي" من قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٣. وفي سورة "القيامة"، وقيده بالسورة احتزازا عن الواقع في غيرها وهو في الأحقاف: {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ٤. فإن الشيخين سكتا عنه.

- الكلمة الرابعة: "لنحيي" من قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ٥. في الفرقان.

ثم أخبر في البيت الثالث بأنه جاء عن الشاطبي في العقيلة إطلاق الحذف في: "يحيي" فعم الواقع في سورة "القيامة"، والواقع في "الأحقاف"، وأنه ورد الإطلاق أيضا لأبي العباس بن حرب في تأليفه الموضوع في الرسم، والعمل عندنا على الوجه المرجح الذي هو حذف الياء الأولى في الألفاظ الأربعة، وعلى إطلاق الحذف للياء الأولى من: "يحيي"، وقول الناظم: "لغير يلحقها لو أدغمت"، علة لترجيح حذف الياء الأولى في هذا القسم، فاللام في لغير للتقليل، و"غير" بكسر الغين، وفتح الأولى في هذا القسم، فاللام في لغير للتقليل، و"غير" بكسر الغين وفتح الياء كعنب اسم بمعنى التغير، أي: "إنما" كان حذف الياء الأولى في هذا القسم مرجحا على حذف الياء الثانية لأجل التغير الذي لو أدغمت أي على تقدير إدغامها في الياء الثانية فهي عرضة، لأن تدغم في الثانية، فتكون أولى بالحذف رسما لأجل التغير الذي يلحقها لفظا بالإدغام على قاعدة المثلين.


١ سورة الأعراف: ٧/ ١٩٦.
٢ سورة الأنفال: ٨/ ٤٢.
٣ سورة القيامة: ٧٥/ ٤٠.
٤ سورة الأحقاف: ٤٦/ ٣٣.
٥ سورة الفرقان: ٢٥/ ٤٩.

<<  <   >  >>