للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما فرع من القسم الأول من قسمي الياء الغير المفردة، وهو قسم الياءين المتوسطتين انتقل إلى القسم الثاني منهما، وهو قسم الياءين المتطرفتين، وهو أيضا قسمان: ما سكن فيه ثاني الياءين وما تحرك فيه ثانيهما، وقد بدأ الناظم بالقسم الأول منهما، فأمر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف الأخير من الياءين يعني مع إثبات الياء الأولى من نحو: يستحي مما اجتمع فيه ياءان متطرفتان ساكنة حذفا مرجحا فيها يعني على حذف الياء الأولى مع إثبات الثانية، ويستفاد من تعبيره بالترجيح جواز أن تكون أصلية، أو زائدة، ولا يبين أن تكون بعدها متحرك أو ساكن، وذلك نحو: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} ١، و {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ} ٢، و {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} ٣، و {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} ٤ و {تحْيِي الْمَوْتَى} ٥ و {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} ٦، و {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} ٧ و {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} ٨.

وهذا الوجه المرجح هو الذي جرى به العمل عندئذ، وعليه فتلحق الثانية بالحمراء إذا وليها متحرك.

وأما إذا وليها ساكن فلا تلحق ثم علل الناظم ترجيح حذف الياء الأخيرة على الأولى بقوله: "إذا سكنت في الطرف"، يعني لسكونها بعد حركة تجانسها وهي الكسرة، فهي تدل عليها حين حذفها ولوقوعها في الطرف والأطراف محل التغيير، والأقراب في قوله: "في الطرف" أنه متعلق بفعل محذوف، أي وقعت في الطرف.

ثم قال:

ورجحنه قبل ما تحركت ... لغير يلحقها لو أدغمت

لدي وليي وحي يحييا ... لدى القيامة وفي لنحييا

وجاء في يحيي إطلاق لدى ... عقيلة ولابن حرب وردا

لما ذكر القسم الأول من قسمي الياءين المتطرفتين وهو ما سكن فيه ثاني الياءين انتقل إلى القسم الثاني منهما، وهو ما تحرك فيه ثاني الياءين، فأمر مع إطلاق الحكم الذي


١ سورة التوبة: ٩/ ١١٦، "يحيي ويميت".
٢ سورة ق: ٥٠/ ٤٣. "إنا نحن نحيي ونميت".
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢٥٨، "أنا أحيي وأميت".
٤ سورة يوسف: ١٢/ ١٠١. "وأنت وليي في الدنيا والآخرة".
٥ سورة يس: ٣٦/ ١٢ "نحيي الموتى".
٦ سورة البقرة: ٢/ ٧٣. "كذلك يحيي الله الموتى".
٧ سورة آل عمران: ٣/ ٤٩. "وأحيي الموتى بإذن الله".
٨ سورة الروم: ٣٠/ ٥٠ "إن ذلك لمحيي الموتى".

<<  <   >  >>