الياءين في ذلة ثابتتان على الأصل موافقة للفظ، وإنما ذكر الناظم هنا:"عليين" وإن كان واردا على الأصل رفعا لتوهم انسحاب حكم تلك الكلمات الأربع عليه لمماثلته لها، في اجتماع ياءين ثانيهما علامة جمع.
تنبيه:
لم يذكر الناظم في هذا الباب حذف إحدى الياءين مما الأولى فيه صورة "للهمزة" نحو: "متكئين"، "مستهزئين"، و"خاطئين"، و"خاسئين" بل أخره إلى آخر باب الهمز وإدراجه في قوله: و"ما يؤدي لاجتماع الصورتين" إلخ، وههنا ذكره أبو عمرو.
ثم قال:
ورجح الداني حذف الأولى ... وابن نجاح قال الأخرى أولى
لما ذكر أن إحدى الياءين محذوفة من الكلمات الأربع المتقدمة في البيت قبل، ولم يعين المحذوفة من اليائين أراد أن يعين هنا الياء المحذوفة منهما، فأخبر أن أبا عمرو رجح أن الياء الأولى من الياءين هي المحذوفة، والياء الثانية هي المرسومة، ورجح أبو داود عكسه مع اتفاقهما على جواز أن تكون المحذوفة الياء الأولى، وأن تكون الياء الثانية كما يستفاد ذلك من تعبير الناظم:"برجح"، وبالأولى.
وأما نحو:"متكئين"، و"مستهزئين"، و"خاسئين". مما الأولى فيه صورة للهمزة فرجح فيه أبو داود أن الياء المرسومة هي علامة الجمع، والمحذوفة هي صورة الهمزة، وعلى ما رجحه أبو داود في النوعين العمل، وعليه فكيفية ضبط:
"الحواريين"، وإخوانه أن تجعل الياء الأولى سوداء، والياء الثانية حمراء بعد السوداء، وتجعل الهمزة في النبيئين، نقطة صفراء بين الياءين، وحركتها تحتها بالحمراء، وكيفية ضبط:"متكئين"، ونحوه أن تجعل ياء الجمع وتجعل الهمزة قبلها نقطة صفراء تحت الجرة، وحركتها تحتها بالحمراء.
ثم قال:
ونحو يستحيي الأخير فاحذف ... مرجحا إذ سكنت في الطرف