للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما توجيه زيادتها بالفرق بين واو الجمع وواو الفرد في نحو: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} ١، و {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} ٢. فهو مبني على مذهب النحاة الذين يخصون زيادة الألف بواو الجمع، وقول الناظم: "وبعد واو الفرد" فيه مضاف محذوف تقديره، وبعد واو فعل الفرد، وكأنه حذفه هنا لدلالة قوله قبله: "وزيد يعد فعل جمع عليه" كما حذف هناك لفظ: "واو" المقدر مضاف إلى الفعل جمع لدلالة ذكره هنا.

ثم قال:

ولؤلؤا منتصبا يكون ... بألف فيه هو التنوين

وزاد بعض في سوى ذا الشكل ... تقوية للهمز أو للفصل

تكلم في هذين البيتين على لفظ "لؤلؤ" المنتصب، وغير المنتصب فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن: "لؤلؤ" إذا كان منتصبا، فإنه يرسم فيه ألف بعد واوه الثانية التي هي صورة للهمزة، وذلك الألف هو المبدل من تنوينه وقفا وقد وقع: "لؤلؤا" المنصوب في "الحج": {وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} ٣، ومثله في "فاطر"، وقد قرأهما غير نافع وعاصم بالخفض، وفي سورة "الإنسان": {حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} ٤، وإذا كان غير منتصب بأن كان مرفوعا أو مخفوضا ففي ألف بعد واوه خلاف أشار إليه بقوله: "وزاد بعض سوى ذا الشكل"، أي: زاد بعض كتاب المصاحف الألف في سوى هذا الشكل الذي هو النصب في: "لؤلؤا"، وسواه هو الرفع والخفض فيه، وقد وقع في قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} ٥، في "الطور".

وقوله: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} ٦، في "الرحمن".

وقوله: {كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} ٧، في "الواقعة".

وذكر الناظم: "لؤلؤا" المنصوب توطئة لذكر غير المنصوب؛ لأن المنصوب ليس من هذا الباب إذ لا بد من ألف بعد الواو.


١ سورة الإسراء: ١٧/ ١١٠.
٢ سورة يوسف: ١٢/ ١٠٨.
٣ سورة الحج: ٢٢/ ٢٣.
٤ سورة الإنسان: ٧٦/ ١٩.
٥ سورة الطور: ٥٢/ ٢٤.
٦ سورة الرحمن: ٥٥/ ٢٢.
٧ سورة الواقعة: ٥٦/ ٢٣.

<<  <   >  >>