خبر مقدم و"كلتا" مبتدأ مؤخر، ومع ظرف في محلل الحال من ضمير الخبر، و"تترا"، مضاف إليه، وبالألف في محل الحال من ضمير الخبر أيضا، وسبك الشرط الأول هكذا: كلتا يشبه حال كونه مكتوبا بالألف، ومصاحبا في هذا الحكم لتترا الكلمات الثلاث المتقدمة.
ثم قال:
وفي تقاته كذك يرسم ... لكنه حذف عن بعضهم
أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ألف "تقاته" من قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} ١، في "آل عمران" يرسم، أي: يثبت في الرسم كما رسم، أي: أثبت ألف: "كلتا"، و:"تترا" المتقدمتين، لكن ليس ألف:"تقاته" متفقا على إثباته بل ورد حذفه عن بعض كتاب المصاحف، فاسم الإشارة في قوله الناظم، كذاك، يعود ما تقدم من لفظي:"كلتا"، و"تترا"، والتثنية بهما باعتبار ثبوت ألفهما في الرسم، وهذا الخلاف الذي أشار إليه الناظم في:"تقاته" ذكره الشيخان وذكرا. بعده أن ألف:"تقاته" لم يرسم في لشيء من المصاحف ياء زاد في "التنزيل"، والكاتب مخير في أن يكتب كيف شاء. انتهى.
والعمل عندنا على إثبات ألفه وأصله:"وقية" أبدلت واوه تاء كتخمة، وياؤه ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، فألفه منقلبة عن ياء فكان القياس أن يكتب بالياء لكنه كتل على ما في بعض المصاحف بالألف على اللفظ، فيكون كالكلمات السابقة، أو لكراهة اجتماع صورتين، وهما الياء، والتاء لتساويهما صورة عند فقد النقط فيكون كالأصل الآتي.
تنبيه:
جملة ما استثناه الناظم خمس عشرة كلمة سبع باتفاق، وخمس على احتمال، وثلاث على اختلاف، وقد علم كل من محله المتقدم، وقد نقل أبو عمرو في "المقنع"، عن أبي حفص الخراز أن:"طوى" في "طه" بالألف، وكأن سكوت الناظم عنه لإنكار أبي عمرو له حيث قال:"ولم أجد ذلك في المصاحف العراقية وغيرها إلا بالياء". انتهى.