للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر في هذا البيت الكلمة السابقة تمام الكلمات التي ألفها مجهولة، وهي: "لدى" فأخبر عن الشيخين باختلاف المصاحف في ألف: {لَدَى الْحَنَاجِرِ} ١، في "غافر" ففي بعضها بالياء وفي بعضها بالألف، وباتفاقها على الألف في: {لَدَى الْبَابِ} ٢ في "يوسف"، قال في: "المقنع" وأكثرها في "غافر" على الياء، وقال المفسرون: معنى الذي في "يوسف": عند والذي في "غافر" في، فلذا فرق بينهما في الكتابة، وقال النحويون: المرسوم بالألف على اللفظ، والمرسوم بالياء لانقلاب الألف ياء مع الإضافة إلى الضمير. ا. هـ. واقتصر أبو داود في موضعين من "التنزيل" على الياء في "لدى" في "غافر" بالياء على ما في أكثر المصاحف.

فقال:

وابن نجاح قال عن بعض أثر ... تسعا بياء وهو غير مشتهر

أخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود أنه قال: أثر، أي: روي عن بعض المصاحف، أو الرواة الناقين عنها أن: "تعسا" في القتال كتب بياء بدل ألف التنوين قال الناظم: وهو غير مشتهر، أي: والمشتهر هو رسمه بالألف، وهو الذي اختاره أبو داود، وبه العمل.

واعلم أن "تعسا" من الأسماء المفتوحة المنونة، فألفه بدل من التنوين في الوقف وليست واحدا من الأقسام الأربعة التي تقدم أنها ترسم ياء، والأسماء المفتوحة المنونة قسمان: مقصور، وغير مقصور.

فالقسم غير المقصور منها ما كان آخره صحيحا، وفتحته حركة إعراب نحو: {فَتَعْسًا} ٣، و {أَمْتًا} ٤، و {سَدًّا} ٥ بتشديد الدال، وقياس هذا القسم أن يكتب بالألف، وهي بدل من التنوين في الوقف.

والقسم المقصور منها هو ما آخره ألف حذفت لالتقاء الساكنين.

بعد قلبها عن ياء أو واو، وجملة الوارد من هذا القسم في القرآن خمس عشرة كلمة نظمها الشيخ ابن عاشر في قوله:


١ سورة غافر: ٤٠/ ١٨.
٢ سورة يوسف: ١٢/ ٢٥.
٣ سورة محمد: ٤٧/ ٨.
٤ سورة طه: ٢٠/ ١٠٧.
٥ سورة يس: ٣٦/ ٩، الكهف: ١٨/ ٩٤.

<<  <   >  >>