للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المذكور في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} ١ لا سيما على مذهب من يقف عليه بالهاء، ولو عكس لحصل الفرق أيضا لكن لما كان لفظ الجلالة كثير الدور ناسبه التخفيف بخلاف اللات، إذ لم يرد إلا في موضع واحد.

فإن قلت: الفرق بينهما موجود خطا بكون آخر اسم الجلالة هاء، وآخر اسم الصنم تاء، فالجواب أنهم قصدوا بذلك تقوية الفرق بينهما، وتأكيده فمهما أمكنهم فرق أتوا به زيادة في أبعاد كل من اللفظين من الآخر، ولذلك فرقوا بينهما في اللفظ أيضا بالتفخيم في لفظ الجلالة والترقيق في الآخر، واعلم أن الذي عندهم هو ما ذكرناه من أن الذي قصد به الفرق، إنما هو ترك الإلحاق في لفظ الجلالة، وأما الإلحاق في اللات فقد جاء على الأصل، وظاهر كلام الناظم يقتضي العكس، وأن إلحاق اللات هو الذي قصد به الفرق، وليس كذلك، وقوله: "خطأ" في الشطر الثاني بخاء معجمة بمعنى كتب، والضمير المستتر فيه عائد على "اللات" و"فرقا" مفول لأجله علة لـ"خطأ"، ثم قال:

وألحقن ألفي إدارأتم ... والياء من إيلافهم وترسم

ثاني ننجي يوسف والأنبيا ... حمراء وأولا بباب حيي

واختير ترك لحق تئوي رءيا ... ..................................

ذكر هنا ستة أشياء يلحق الحرف المحذوف منها بالحمراء اتفاقا في أربعة منها، وعلى غير المختار في اثنين، والمختار فيهما ترك الإلحاق، وهذه الأشياء الستة بعضها حذف منه الألف وهو: {فَادَّارَأْتُمْ} ٢ في "البقرة"، وبعضها حذف منه الياء وهو {إِيلافِهِمْ} ٣ في سورة "قريش" وباب: {حيي} ٤ وبعضها حذف منه النون، وهي {نُنَجِّي} ٥ "يوسف" و"الأنبياء"، وبعضها حذف منه الواو وهو {وَتُؤْوِي} ٦، و {وَرِئْيًا} ٧، فأشار إلى حكم: {فَادَّارَأْتُمْ} ٨ في "البقرة" بقوله: "وألحقن ألفي ادارأتم"، وألفاه هما التي بعد الدال، وهي ألف تفاعل والتي بعد الراء وهي صورة الهمزة، وقد قدم في الرسم حذف الألفين، وأمر هنا بإلحاقها معا يعني اتفاقا، ولا إشكال في إلحاق التي بعد الدال؛ لأنها مما


١ سورة النجم: ٥٣/ ١٩.
٢ سورة البقرة: ٢/ ٧٢.
٣ سورة قريش: ١٠٦/ ١.
٤ سورة البقرة: ٢/ ٢٥٥.
٥ سورة الأنبياء: ٢١/ ٨٨.
٦ سورة الأحزاب: ٣٣/ ٥١.
٧ سورة مريم: ١٩/ ٧٤.
٨ سورة البقرة: ٢/ ٧٢.

<<  <   >  >>