للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعرض في هذين البيتين إلى نوعين من أنواع زيادة الألف، وهما الأول والثاني منها، وعبر عن الألف الزائدة بالمدخلة؛ لأن كل مدخل على شيء زائد عليه لطروه بعد أن لم يكن، ومعنى البيتين أن كل لفظ فيه ألفان إحداهما صورة للهمزة، والأخرى زائدة خطا كـ {لَأَذْبَحَنَّهُ} ١ من قوله تعالى: {لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} ٢ في "آل عمران"، و {لَإِلَى الْجَحِيمِ} ٣ في "والصافات" اختلف أهل الضبط في أي ألفيه صورة للهمزة، وأيهما الزائد فقيل: الألف المتصل باللام أي المعانق لها هو صورة الهمزة، والألف الزائد هو المنفصل، وقيل: بالعكس، والراجح القول الأول ولذا صدر به الناظم، وأشار بـ {لَأَذْبَحَنَّهُ} ٤ إلى النوع الأول، ويدخل فيه ما بقي من هذا النوع، وهو {لَأَوْضَعُوا} ٥، و {لَأَنْتُمْ} ٦، و {لَآتَوْهَا} ٧، عند من يزيد الألف فيها، وإلى ذلك أشار بقوله "وشبهه مما بقي"، وقد قدمنا في الرسم أن المعمول به عدم زيادة الألف في {لَأَوْضَعُوا} ٨، و {لَأَنْتُمْ} ٩، و {لَآتَوْهَا} ١٠، وأشار إلى النوع الثاني بـ {لإِلَى} ١١، وهو معطوف على ما قبله بواو محذوفة، ولم يوجد من هذا النوع إلا هذا اللفظ، وقد قدمنا في الرسم أن المعمول به في {لإِلَى} ١٢ عدم زيادة الألف، وكيفية ضبط النوع الأول بناء على أن الألف المنفصلة هي الزائدة أن تجعل الهمزة نقطة صفراء معها حركتها فوق الألف المعانقة، وهي التي من جهة اليمين على الراجح كما سيأتي، وتجعل دارة حمراء فوق الألف المنفصلة دلالة على زيادتها.

وهذا الضبط هو الذي جرى به العمل، وهو مبني على ما قدمناه في الرسم من أن زيادة الألف في هذا النوع للدلالة على إشباع حركة الهمزة، فيعلم بذلك أن فتحتها مشبعة أن تامة لا مختلسة، أو أن زيادتها لتقوية الهمزة، وبيانها؛ لأنها حرف خفي بعيد المخرج، فقويت بزيادة الحرف في الكتابة كما قويت بزيادة المد في التلاوة، وعلى أن الألف زائدة لما قدمنا، بنى الناظم هنا -لأنه نص آخر- هذا الباب على لزوم الدارة لهذه الألف، وذلك إنما ينبني على أنها زائدة لما قدمنا إذ لو بنينا على غيره من بقية الأوجه التي وجهوا


١ سورة النمل: ٢٧/ ٢٢.
٢ سورة آل عمران: ٣/ ١٥٩.
٣ سورة الصافات: ٣٤/ ٦٨.
٤ سورة النمل: ٢٧/ ٢٢.
٥ سورة التوبة: ٩/ ٤٧.
٦ سورة الحشر: ٥٩/ ١٣.
٧ سورة الأحزاب: ٣٣/ ١٤.
٨ سورة التوبة: ٩/ ٤٧.
٩ سورة الحشر: ٥٩/ ١٣.
١٠ سورة الأحزاب: ٣٣/ ١٤.
١١ سورة الصافات: ٣٧/ ٦٨.
١٢ سورة آل عمران: ٣/ ١٥٨.

<<  <   >  >>