للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر في هذا البيت علامة الحرف بالمزيد في الخط، وهي الدارة التي تجعل عليه بالحمراء لتدل على أنه زائدة، وهي المقصودة بالذكر في هذا الباب كما قدمناه، ومعنى البيت أن تسأل عن حكم هذه الأحرف الزوائد المتقدمة، فالدارة تلزمها من فوقها، فالإشارة بقوله: "ذا المزيد" تعود على الأحرف المزيدة في الأنواع الثلاثة عشر المتقدمة، وهي أنواع زيادة الألف العشرة، ونوعا زيادة الياء المتقدمان ونوع زيادة الواو، واحترز بقوله "ذا المزيدا" من غير ما ذكر، وذلك ما بقي من أنواع الزوائد التي ذكرها في الرسم، فقد بقي من الألف الزائد أربعة أنواع، وهي التي قدمناها في شرح قوله: "وبعد واو الفرد ثم تفتؤا" البيت، وإنما احترز عنها؛ لأنها لا تجعل فيها الدارة لما قدمناه، وبقي من أنواع الياء الزائدة نوع واحد، وهو ما زيد فيه الياء قبل ياء مشددة نحو {بِأَيِّكُمُ} ١، وإنما احترز عنه؛ لأنه صرح فيه بعد هذا البيت بأنه يعرى من الدارة، ولذلك أخره عن هذا البيت، و"أن" في قوله "علامة أن زيد" بفتح الهمزة على حذف الجار قبلها أي علامة لزيادته، وأشار بهذا إلى أن علة لزوم الدارة للحرف المزيد هي الدلالة على الزيادة أي في الخط، وقال غير النام: العلة في ذلك الدلالة على سقوط تلك الأحرف من اللفظ، وقد أخذ النقاط تلك الدارة من الصفر عند أهل العدد الدال على خلو المنزلة.

واعلم أن ما ذكره الناظم وغيره من جعل الدارة فوق الحرف المزيد لم يبينوا فيه هل هي متصلة بالحرف أو منفصلة عنه، واضطرب رأي المتأخرين فيه والصحيح كونها منفصلة، كما هي في الساكن.

تنبيه: اختلف النقاط في جعل الدارة على الحرف المخفف إذا خيف تشديده.

فمذهب نقاط المدينة والأندلس -واختاره الداني- جعل الدارة عليه دلالة على أنه خال من الشد سواء كان مما اتفق على تخفيفه نحو: {عَالِينَ} ٢، و {الْعَادُونَ} ٣، و {صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} ٤، و {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ} ٥، و {ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ٦، و {وَتَعِيَهَا} ٧، أو اختلف في تشديده إذا قرأته بالتخفيف نحو: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ} ٨، {فَقَدَرَ عَلَيْهِ} ٩


١ سورة القلم: ٦٨/ ٦.
٢ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٤٦.
٣ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٧.
٤ سورة يس: ٣٦/ ٥٢.
٥ سورة الأعراف: ٧/ ٧٢.
٦ سورة المزمل: ٧٣/ ٢٠.
٧ سورة الحاقة: ٦٩/ ١٢.
٨ سورة النجم: ٥٣/ ١١.
٩ سورة الفجر: ٨٩/ ١٦.

<<  <   >  >>