روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - حديث القيامة الطويل، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلِّم، سلِّم"، قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال:"دحض مزلة، فيه خطاطيف، وكلاليب، وحسك تكون بنجذ، فيها شويكة يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون، كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم"، وزاد مسلم في رواية: قال أبو سعيد: "بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف".
وقد ثبت في السنة أن الصراط أحد من السيف، وثبت ذلك أيضًا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - من قوله، وله حكم الرفع، لأنه لا يقال بالرأي، وثبت في بعض الآحاديث أن الصراط أدق من الشعر.
٧ - رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا في موقف القيامة، فيراه المؤمنون في موقف القيامة بعد دخول أصناف المشركين النار.
هذا وهناك أمور كثيرة أخرى تكون في موقف القيامة، يجب الإيمان بها، كتشقق السماء، وذوبانها، وكقبض الجبار جل وعلا للأرض كلها، وطيه للسماوات بيمينه، وكتبديل السموات والأرض، وكجعل الجبال قطنًا منفوشًا، وكانتثار النجوم، وهو تساقطها، وكخسف القمر، وهو ذهاب ضوئه، وكتسجير البحار، وهو أن توقد حتى تصير نارًا تضطرب، وكحوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة، والذي يرده المؤمنون من هذه الأمة، ويصب فيه نهر الكوثر،