للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١١ - قال عمرو بن دينار: (سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله يقول-بأُذُني هاتين، وأشار بيده إلى أذنيه-: (﴿يُخرج الله قومًا من النار فيدخلهم الجنة) فقال له رجل: إن الله يقول: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا﴾ [المائدة: ٣٧]. فقال جابر بن عبد الله: إنكم تجعلون الخاصَّ عامَّاً، هذه للكفار، اقرؤوا ما قبلها، ثم تلا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٣٦]، هذه للكفار) (١).

١١٢ - قال عكرمة: (إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتابًا من تحت عرشه فيه: "رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين"، قال: فيخرج من النار مثل أهل الجنة. أو قال: مثلَيْ أهل الجنة، مكتوبٌ ههنا منهم -وأشار إلى نحره-: عتقاء الله تعالى. فقال رجلٌ لعكرمة: يا أبا عبد الله، فإن الله يقول: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا﴾ [المائدة: ٣٧]. قال: ويلك، أولئك هم أهلها الذين هم أهلها) (٢).

١١٣ - ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾ [المائدة: ٤٢]. سُئل ابن مسعود عن السُّحت (أهو الرشوة في الحكم؟ قال: لا، ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، ولكن السُّحت أن يستعينك الرجل على مظلمةٍ، فيُهدي لك فتقبَله، فذلك السُّحت) (٣).


(١) تفسير ابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في تفسيره ٣/ ١١٦٧. ينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٢٤٤).
(٢) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٦٩.
(٣) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٧٦.

<<  <   >  >>