للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السماء؟ قال: بلى. قال: فكلَّها ترى) (١).

١٥٨ - قال ابنُ زيد في قوله: ﴿قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِنْ رَّبِّكُمْ﴾ [الأنعام: ١٠٤]: (البصائر: الهدى، بصائر في قلوبهم لدينهم، وليست ببصائر الرؤوس، وقرأ: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: ٤٦]، قال: إنما الدَّيِّنُ بصرُه وسمعُه في هذا القلب) (٢).

١٥٩ - ﴿وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام: ١٠٥]. قال عمرو بن دينار: (سمعت عبد الله بن الزبير يقول: إن صبيانًا ههنا يقرؤون (دارَسْت) يعني بفتح السين وجزم التاء، وإنما هي: ﴿دَرَسْتَ﴾، ويقرؤون: (وحَرُم على قرية)، وإنما هي: ﴿وَحَرَامٌ﴾ [الأنبياء: ٩٥]، ويقرؤون: ﴿حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: ٨٦]، وإنما هي (حامية)، قال عمرو: وكان ابنُ عباس يخالفه فيهن كلهن) (٣).

١٦٠ - قيل للشعبي في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ١٢١]: (تزعم الخوارج أنها في الأمراء. قال: كذبوا، إنما أُنزلت هذه الآية في المشركين، كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله فيقولون: أمّا ما قتلَ الله فلا تأكلوا منه، يعني: الميتة. وأمّا ما قتلتم أنتم فتأكلون منه. فأنزل الله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ١٢١]، قال: لئن أكلتم الميتةَ وأطعتموهم إنكم لمشركون) (٤).

١٦١ - ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ [الأنعام: ١٣٠]. قال مجاهد: (ليس في الجن رسل، إنما الرسلُ في


(١) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٣٠٢.
(٢) جامع البيان، لابن جرير ٩/ ٤٧٠.
(٣) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٣٠٣.
(٤) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٣١٦. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٣٥٧).

<<  <   >  >>