للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١٤ - قال سليمان بن قَتَّةَ: (سمعت ابن عباس يُسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قوله تعالى: ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم: ١٠]. قال: أما إنه لم يكن بالزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل على الأضياف، ثم قرأ: ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ [هود: ٤٦]. قال ابن عيينة، أحد رجال الحديث: وأخبرني عمّار الدّهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك فقال:: كان ابن نوح؛ إن الله لا يكذب، قال: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ﴾ [هود: ٤٢]. قال: وقال بعض العلماء: ما فجرت امرأة نبي قط) (١).

٢١٥ - ﴿قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ [هود: ٧٨]. قال مجاهد: (لم يكنّ بناته، ولكن كنَّ من أُمَّته، وكل نبي أبو أُمَّته) (٢).

٢١٦ - قال ابن عباس : (ما عرض لوط بناته على قومه لا سفاحًا ولا نكاحًا، إنما قال: هؤلاء بناتي نسائكم؛ لأن النبي إذا كان بين ظهري قوم فهو أبوهم، قال الله في القرآن: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وهو أبوهم﴾ في قراءة أبيّ (٣).

٢١٧ - قال ابن مسعود : (جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في البستان ففعلت بها كلَّ شيء غير أني لم أجامعها، قبّلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله شيئًا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. فأتْبَعه رسولُ الله بصرَه، فقال: ردّوه عليّ. فردّوه، فقرأ عليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤]. فقال عمر، وفي لفظ: معاذ بن جبل: يا رسول الله ألَه خاصة أم للناس كافة؟ قال: بل للناس كافة) (٤).


(١) جامع البيان، لابن جرير ١٢/ ٤٣٠.
(٢) جامع البيان، لابن جرير ١٣/ ٥٠٢.
(٣) الدر المنثور، للسيوطي ٤/ ٤٠٧.
(٤) الدر المنثور، للسيوطي ٤/ ٤٢٨ - ٤٣١.

<<  <   >  >>