للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسجود عبادة) (١).

٢٢٧ - قال المطلب بن عبد الله: (قرأ ابنُ الزبير آية فوقف عندها، أسهرته حتى أصبح، فلما أصبح قال: من حبر هذه الأمة؟ قال: قلت: ابن عباس. فبعثني إليه فدعوته، فقال له: إني قرأت آية كنت لا أقف عندها، وإني وقفت الليلة عندها فأسهرتني حتى أصبحت: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦]. فقال ابن عباس: لا تسهرك؛ فإنّا لم نُعنَ بها، إنما عُنِيَ بها أهل الكتاب: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [لقمان: ٢٥]، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزُّخرُف: ٨٧]، فهم يؤمنون هاهنا وهم يشركون بالله) (٢).

٢٢٨ - سأل مسلمُ بن يسار سعيدَ بن جبير فقال: (يا أبا عبد الله، آية بلغت مني كلَّ مبلغ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] فهذا الموت أن تظنّ الرسلُ أنهم قد كُذِبوا، أو نَظُنَّ أنهم قد كَذَبُوا "مخفّفة"؟ قال: فقال سعيد بن جبير: يا أبا عبد الرحمن، حتى إذا استيأس الرسلُ من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظنّ قومُهم أن الرسلَ كذبَتهم: ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: ١١٠]. قال: فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه، وقال: فرّج الله عنك كما فرّجت عني) (٣).

٢٢٩ - قال ابن جريج: (أخبرني ابنُ أبي مليكة أن ابن عباس قرأ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] خفيفة، قال ابن جريج: أقول كما يقول "أُخْلِفوا". قال عبد الله: قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا. وتلا ابن عباس: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا


(١) الدر المنثور، للسيوطي ٤/ ٥٢٢.
(٢) فضائل الصحابة، لأحمد ابن حنبل ٢/ ٩٥٣. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ١٢٦).
(٣) جامع البيان، لابن جرير ١٣/ ٣٨٨.

<<  <   >  >>