للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكنا أخوة نرمي جميعًا *** فنرمي كل مرتاب ظنين

فما برح التكلف إن رمتنا *** بشأن واحد فرق الشؤون

فأوشك أن يخر عماد بيت *** وينقطع القرين من القرين

قال مصعب بن عبد الله الزبيري كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه، ولم يذل أهل بلدنا يكرهونه، وينهون عنه نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك. ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل. فأما الكلام في الدين وفي الله عز وجل فالسكوت أحب إلي، لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل.

قال أبو عمر: قد بين مالك رحمه الله أن الكلام فيما تحته عمل هو المباح عنده، وعنده أهل بلده، يعني العلماء منهم رضي الله عنهم. وأخبر أن الكلام في الدين نحو القول في صفات الله وأسمائه. وضرب مثلا فقال. نحو رأي جهم والقدر، والذي قاله مالك، رحمه الله، عليه جماعة الفقهاء والعلماء قديمًا وحديثًا من أهل الحديث والفتوى، وإنما خالف ذلك أهل البدع المعتزلة وسائر الفرق. وأما الجماعة: فعلى ما قال مالك رحمه الله: إلا أن أضطر أحد إلى الكلام، فلا يسعه السكوت إذا طمع برد الباطل، وصرفه صاحبه عن مذهبه أو خشى ضلال عامة أو نحو هذا.

قال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد

<<  <   >  >>