قال لي: يا أبا موسى لأن يلقي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الكلام، لقد سمعت من حفص كلامًا لا أقدر أن أحكيه.
وقال أحمد بن حنبل: لا يفلح صاحب الكلام أبدًا، ولا تكاد ترى أحدًانظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل. وقال مالك: أرأيت إن جاء من هو أجدل منه، أيدع دينه كل يوم لدين جديد.
ذكر ابن أبي خيثمة قال حدثنا محمد بن أبي شجاع البلخي قال سمعت الحسن بن زياد اللؤلؤي، وقال له رجل في زفر بن الهذيل كان ينظر في الكلام، فقال: سبحان الله ما أحمقك. ما أدركت مشيختنا زفر وأبا يوسف. وأبا حنيفة ومن جالسنا وأخذنا عنه يهمهم غير الفقه، والاقتداء بمن تقدمهم.
قال أبو عمر. أجمع أهل الفقه والآثار في جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال ثنا إبراهيم بن بكر قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إسحق بن خواز منداد البصري المالكي قال في كتاب الإجارات من كتابه في الخلاف قال مالك: لا تجوز الإجارة في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم. وذكر كتابًا
ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب