للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو أن قارئًا قرأ. "فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون" بالفتح وترك طريق الابتداء بأنا، وأعمل القول فيها بالنصب على مذهب من ينصب ألف أن بالقول، كما ينصبها بالظن، لقلب المعنى عن جهته وإزاله عن طريقته، وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم -محزونا لقولهم: إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، وهذا كفر ممن تعمده. وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به ولا يجوز للمأمومين أن يتجوزوا فيه.

وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -" لا يقتل قريش صبرًا بعد اليوم "فمن رواه جزمًا أوجب ظاهر الكلام للقرشي أن لا يقتل إن ارتد، ولا يقتص منه إن قتل. ومن رواه رفعًا انصرف التأويل إلى الخبر عن قريش أنه لا يريد منها أحد عن الإسلام فيستحق القتل، أما ترى أن الإعراب كيف فرق بين هذين المعنيين.

وقد يفرقون بحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين فيقولون: رجل لعنة إذا كان يلعنه الناس، فإن كان هو يلعن الناس قالوا هو رجل لعنة فحركوا اللعين بالفتح ورجل سبه إذا سبه الناس، وإذا كان هو يسب قالوا رجل سببه وكذلك هزأه: هزًا، وسخرة وسخرة، وضحكة، وخدعة وخدعة.

وقد يفرقون بين المعنيين المتقاربين بتغيير حرف في الكلمة حتى يكون

<<  <   >  >>