وهذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا؛ ففي سنده الحسن بن عمارة البجلي وهو متروك، كما تقدم في ترجمته؛ وعامر بن ربيعة لم يتبين لي من هو؛ وسليمان بن أبي شيخ لم أقف على ترجمته؛ وأبوه لم أعرفه. وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عابس على ثلاثة أوجه: ١ - فرواه الحسن بن عمارة، عنه، عن عامر بن ربيعة، عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، مرفوعًا، كما جاء عند المصنّف هنا. ٢ - ورواه عمرو بن ثابت، عنه، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه موقوفًا. أخرج هذا الطريق أبو نعيم في "الحلية"، (١/ ١٣٨)، بالسند الذي ساقه المصنّف، عنه، موقوفًا، نحو لفظه. ٣ - ورواه سفيان الثوري، عنه، عن ناسٍ، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، موقوفًا كذلك. أخرج هذا الطريق أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنَّف"، (٧/ ١٠٦، ح ٣٤٥٥٢)، وهنّاد في "الزهد"، (١/ ٢٨٦، ح ٤٩٧)، والبيهقي، في "المدخل"، (٢/ ١٦٠، ح ٦٤١)، ومن طريقه ابن عَساكِر في "تاريخ دمشق"، (٣٣/ ١٧٩)، من طريق عبد اللَّه بن نمير، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، حدثني أناس، عن عبد اللَّه بن مسعود، موقوفًا، نحوه. الراجح في هذا الحديث هو الوقف؛ لأن الحسن بن عمارة راوي الطريق الموفوع متروك كما تقدم في ترجمته؛ وعمرو بن ثابت -راوي الطريق الموقوفة- على ضعفه هو أمثل من الحسن بن عمارة، وقد وافقه سفيان الثوري على وقفه. والراجح كذلك في الموقوف هو طريق سفيان الثوري؛ لأن الثوري، ثقة، =