(٢) الحديث أخرجه البيهقي في "الشعب"، (٣/ ٢٠، ح ٢٧٥١)، من طريق أبي علي الحنفي، به، مثله. وهذا حديثٌ ضعيفٌ؛ في سنده خُلَيْد بن عبد اللَّه العَصَري، وهو صدوق يرسل، كما تقدم في ترجمته؛ وقد ذكر أبو حاتم في "المراسيل"، (١/ ٥٥، رقم ١٩٧)، عن إسحق بن منصور، قال: "سألت يحيى بن معين، قلت: خُلَيْد العَصَري لقي سلمان؟ قال: لا. قلت: إنه يقول: "لما ورد علينا". قال: يعني البصرة". وهذا دليل على أنه من المدلّسين؛ وقد عنعن. وقد ذكره ولي الدين العراقي في "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل" (١/ ٩٥)، وأبو سعيد العلائي في "جامع التحصيل في أحكام المراسيل"، (١/ ١٧٢، رقم ١٧٣)، وذكروا فيه قول ابن معين السابق؛ وعمران بن داوَر القطان: صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج، كما سبق في ترجمته؛ ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، لم أعرفه. وقد ذكر الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (٨/ ٢٨٥، ح ٣٨١٧)، أنه محمد بن عبد الرحمن القُشَيْري الكوفي، نزيل بيت المقدس، الراوي عن سليمان بن بريدة، وعنه بقية. قال ابن حجر: كذبوه، كما في "التقريب"، (٢/ ١٠٦)؛ وبناء عليه حكم على الحديث بالوضع. ولكن يظهر أنه غير القشيري الكوفي؛ لأن طبقته متأخّرة عن طبقة القشيري؛ فقد ذكر ابن حجر القشيريَّ هذا في الطبقة السابعة، وهي طبقة من مات بعد المائة، وقبل المائتين؛ وشيخه أبو علي البصري قد مات سنة تسع ومائتين، وتلميذه أبو علي الرَّفَّاء قد توفّي في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وهذا بعيد؛ =