لكن هذا الذي ذكره الهَيْثَمي هو رجل آخر، كما قال الألباني؛ وكأنه يشير إلى عبد الرحيم بن ميمون المدني أبي مرحوم المعافري، نزيل مصر: ضعّفه ابن معين، وقال أبو حاتم: "يُكتَب حديثه ولا يُحتَج به"؛ وقال النسائي: "أرجو أنه لا بأس به"؛ وقال ابن حجر: "صدوق زاهد". انظر: "تهذيب التهذيب"، (٦/ ٢٧٥)، "التقريب"، (١/ ٥٩٨). وإلا فأبو مرحوم المذكور في الحديث، لم أقف على من وثقه غير ابن حِبّان؛ حيث أورده في "الثقات"، فقال: "كان يخطئ". وقد اختلف في وصل الحديث وإرساله: فرواه أبو مرحوم، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، موصولا، كما سبق. ورواه معمر عن زيد بن أسلم، عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا؛ أخرج هذا الطريق عبد الرزاق في "المصنف"، (١٠/ ٤٠٩، ح ١٩٥٢١)، ومن طريقه البيهقي في "الكبرى"، (١٠/ ٢٢٥، ح ٢١٥٥٣)، وفي "الشعب"، (١٣/ ٢٦٠، ح ١٠٣٠٨). الراجح هو الطريق المرسلة؛ لثقة رجالها، ولجهالة راوي الطريق الموصولة. وقد ضعف الحديثَ الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (٤/ ٢٨٩، ح ١٨٠٨)، وفي (١٤/ ١١٨١، ح ٧٠٧٥). والله تعالى أعلم.