قلت: والوكيعي وثقه ابنُ معين وغيرُهُ، ولكن قال ابنُ حبان: "كان يغرب" والصواب رواية أبي عبيد؛ فهو أثبت من الوكيعي. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٣١١) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن رجلٍ، عن طاوس مرسلا. وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص ٠٨)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس قوله. وليثٌ ضعيفُ الحديث. وذكر الزبيدي في الإتحاف ٤/ ٢٢٥ أنَّ السجزي رواه في الإبانة من طريق طاوس عن أبي هريرة. فهذا اختلافٌ شديدٌ على طاوس. والصواب أن الحديث مرسل. وقد أخرجه ابنُ المبارك في الزهد (٤١١)، وعنه الآجري في أخلاق حملة القرآن (٤٨) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهريّ، قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، الذي إذا سمعته يقرأ أريْت أنه يخشى الله عز وجل". وهذا سندٌ معضلٌ أو مرسلٌ. وكل هذه الوجوه ضعيفة لا يعتبر بها، ولا يتقوى بها الحديث؛ لأن تعدد طرقه من اضطراب رواته. ولم يصب المناوي في فيض القدير ١/ ١٩٠ حيث =