وافق - رَحِمَهُ اللهُ - الأشاعرة فِي بعض مسائل العقيدة كقوله بالكسب فِي باب القدر، وتأويله لبعض صفات الله عزَّ وجلَّ وغيرها.
أَنَّهُ كان مجتهدًا فِي المسائل التي وافق فيها الأشاعرة، وخالف فيها منهج السلف، غير متعمدٍ لمخالفتهم، بل ظهر له الصواب فيما اختاره فِي تلك المسائل، خاصة وأنه وافق بعض الأئمة الذين اعتمد عليهم فِي شرحه كالبيهقي والنووي والقاضي عياض وغيرهم.
وفي ذلك يقول الشيخ الدكتور محمد إسحاق كيندو، فِي خاتمة كتابه "منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني فِي العقيدة من خلال كتابه "فتح الباري" - بعد تتبع المسائل التي نهج فيها منهج السلف، والتي سلك فيها مسلك الأشعرية، من خلال "فتح الباري" -: "الحافظ لم يسِر فِي تقريره لمسائل العقيدة فِي كتابه "فتح الباري" على منهج واحد، وإنَّما كان منهجه متأرجِحا بين السلفية والأشعرية، بحيث تجده فِي بعض المسائل مع المنهج السلفي مقرِّرا ومؤيِّدا، وفي بعضها مع المنهج الأشعري مقرِّرا ومؤيِّدا. . ." (١).
(١) "منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني فِي العقيدة من خلال كتابه "فتح الباري" (٣/ ١٤٥١، رقم ١٠).