للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينما يرى آخرون أَنَّهُ كان على المنهج السلفي فِي باب العقيدة (١).

ووصفه آخرون بأنه كان متذبذبًا فِي باب العقيدة ولم يكن فِيهِ محققًا (٢).

وسبب هذا الاختلاف فِي عقيدة الحافظ هو أَنَّهُ يقرر فِي شرحه بعض مسائل العقيدة على منهج الأشاعرة أحيانًا، بينما تراه فِي مسائل كثيرة يقرر منهج أهل السنة والجماعة ويخالف الأشاعرة، بل ويرد عليهم أحيانًا، وذلك أن الحافظ نشأ وعاش فِي بيئة كانت الحالة الدينية فيها مشوبة بالبدع والمحدثات، خاصة مذهب الأشاعرة الذي كان منتشرًا فِي زمانه، ونتيجةً لذلك كان أكْثَرُ مشايخه ممن تأثر بهذا المنهج السائد فِي عصرهم، وأيضًا فإن الحافظ اعتمد فِي شرحه "فتح الباري" على شرّاح الأحاديث ممن كان قبله من الأئمة كالبيهقي والنووي والخطابي وابن بطّال والقاضي عياض والقرطبي وغيرهم ممن تأثر بالعقيدة الأشعرية فِي بعض مسائلها، وإن كانوا مخالفين للمنهج الكلامي الذي كان عليه الأشاعرة فِي تقرير مسائل العقيدة.

وخلاصة القول فِي عقيدة الحافظ ابن حجر كالتالي:

أَنَّهُ كان - رَحِمَهُ اللهُ - جاريًا على أصول أهل السنة والجماعة، محبًا


(١) انظر كتاب "الحافظ ابن حجر العسقلاني" لعبد الستار الشيخ (ص / ٣٦٦/ ٣٤٩)
(٢) انظر منهج الأشاعرة فِي العقيدة لسفر الحوالي (ص/ ٢٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>