والشعر في نفسه لا يدل على أنهم كانوا يستسقون بوجه وذات عبد المطلب، وإنما كان يخرج هو بنفسه فيستسقي لهم، ويدعو الله لهم وهو ما وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في رواية عمر بن حمزة، فإنه قد ورد فيها:"ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إِلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقي".
فدلت هذه العبارة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستقي، وهذا مقتضاه الدعاء، فلا أدري أين التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان يقصد المؤلف أنه قد وقع من ابن عمر، فمحال، لأنه إنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، وهم يؤمنون على دعائه، ويبعد كل البعد، أن يفارق ابن عمر التأمين على دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لكي يدعو منفردًا، ويتوسل بجاهه، هذا أمر.
وأمر آخر فهذا الشعر لا يدل على التوسل بالجاه، وإنما ذُكر فيه الوجه، وهو كناية على الاستقبال بالدعاء، لا التوسل بالجاه، فتنبه إلى هذا المعنى.