القول إلى أحد من السلف خرج به من حيز البدعة، هذا مع وجوب تحقيق الأسانيد في ذلك، للخروج من الخلاف.
وهذا بخلاف ما ورد في التوسل، فإن ما ورد في التوسل لا يصح فيه خبر مرفوع أو موقوف كما تقدَّم بيانه، ولا هو مذهب نُسب نسبة تصح إلى أحد من السلف، بل الأدلة النقلية على مخالفته ودحضه، ومن هنا فإن القول به لا يعضده عاضد، وإن قال به جماعة من متأخري أهل العلم اغترارًا ببعض الأخبار الضعيفة، أو بحديث الضرير والذي هو حجة في نفسه على المنع من التوسل، والله يغفر للجميع.
* طعنه في الشيخ محمد صالح العثيمين - حفظه الله -:
وأما خطب المؤلف مع الشيخ الصالح محمد الصالح العثيمين - حفظه الله - فكان جليلًا، فقد اتهمه بالتشنيع، والدعوة إلى تكفير المتوسلين، وختم كلامه بوصفه له بالتعالم والجهل، والضحك على البسطاء وخداعهم إ!
وأنا أنقل كلام المؤلف في ذلك بتمامه، ثم أبيِّن وجه الجواب عنه إن شاء الله تعالى.
قال (ص: ٦١ - ٦٢):
(وإن كان أبو بكر الجزائري قد تفوه بالتكفير، فهناك آخر هو محمد صالح العثيمين الذي أصر على اعتبار التوسل من مباحث