خبر استسقاء عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بالعباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وهو أثر صحيح، وسوف يأتي الكلام عليه تفصيلًا ضمن الأدلة التي أوردها المؤلف.
وهو ظاهر الدلالة على أنَّه توسل بالدعاء، إذ لو كان توسلًا بالجاه لكان النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أولى بمثل هذا التوسل، فهو - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفضل النّاس وأولاهم بذلك - على هذا القول - حيًّا وميتًا.
وقد حمل أهل العلم هذا الخبر على أنَّه توسل بالدعاء لا بالجاه، وقد تقدَّم ذكر أقوالهم في ذلك.
وهو ما استقر العمل به عند السلف، فقد توسل معاوية - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في الاستسقاء بدعاء يزيد الجرشي، وتوالى الأمر على هذا النحو بالتوسل بادعية من شُهر بالصلاح وعُرف بالإخلاص.
* الدليل الخامس:
أثر ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في تفسير قوله تعالى: