للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: قد تقدَّم إعلال هذه الرواية بالمخالفة، وهي رواية منكرة بذكر إسماعيل هذا، والحمل فيها على الفقيه الشاشي، وقد خالف ابن السني الحافظ الكبير، كما تقدَّم ذكره وبيانه.

ويبقى الآن الكلام على رواية شاذة أخرى، نافح عنها المؤلف منافحة المستميت لإثبات صحتها، وهي:

ما أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه":

حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، عن عثمان بن حنيف - رضي الله عنه -: أن رجلًا أعمى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أصبت في بصري، فادع الله لي، قال:

"اذهب فتوضأ، وصلِّ ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أستشفع بك على ربي في رد بصري، اللهم فشفعني في نفسي، وشفِّع نبيي في رد بصري، وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك".

وهذه الرواية كان قد أعلها العلَّامة الألباني - حفظه الله - في "التوسل" (ص: ٨٣) تبعًا لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "التوسل والوسيلة" (ص: ١٠٢) بتفرد حماد بن سلمة بزيادة:

"وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك".

وهي محل الشاهد الذي احتج به المؤلف على جواز التوسل

<<  <   >  >>