والذي يترجح عندي أن شيخ ابن عديّ، أو ابن عديّ نفسه قد اختلط عليه النقل في هذه الرواية بالرواية التي بعدها في "تاريخ الدارمي"، فإنه قال عقب سؤاله عن العمري:
"قلت: فالليث - أعني ابن سعد - كيف حديثه عن نافع؟ فقال: صالح ثقة".
ومما تقدَّم يتبين للقارئ أيضًا وهم المزي - ومتابعة ابن حجر له - في نقل الرواية عن ابن معين من طريق الدارمي بوصف:"صويلح"، وإنما الناقل لهذه الحكاية هو إسحاق بن منصور كما في "الجرح والتعديل"(٢/ ٢/ ١١٠).
بل وقع وهم آخر للمزي وابن حجر، فنقل الأول وتابعه الثاني - رحمهما الله - عن أبي حاتم الرازي قوله:
رأيت أحمد بن حنبل يُحسن الثناء على عبد الله العمري.
والذي في "الجرح والتعديل":
رأيت أحمد بن صالح يُحسن الثناء على عبد الله العمري.
فمما تقدَّم يتبين للقارئ الكريم أن الثابت عن الإِمام أحمد وابن معين - رحمهما الله تعالى - جرح العمري، وأن ما ورد عنهما من عبارات ظاهرها التعديل فإما أنَّها بالمقارنة بأخيه، أو أنَّها مفسرة بقرائن تدل على عدم الترك، وكذلك عدم الاحتجاج، أي أن