أحد حتى الهلكى والمتروكين، ثم رجع عن ذلك وتركه بآخر أمره، فترك الرواية عن جماعة من هؤلاء منهم جابر الجعفي، وباذام أبو صالح، ويونس بن خباب، وعندي أنه ترك الرواية عن شديدي الضعف، والمتهمين، لا مطلق الضعفاء كعبد الله العمري.
وقد أخرج الخطيب البغدادي في "الكفاية"(ص: ١١٥) من طريق الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: إذا روى عبد الرَّحمن عن رجل فروايته حجة.
قال أبو عبد الله: كان عبد الرَّحمن أولًا يتسهل في الرواية عن غير واحد، ثم تشدد بعد، كان يروي عن جابر يعني الجعفي، ثم تركه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(٣٣٠٩):
كان عبد الرَّحمن بن مهدي ترك حديث أبي صالح باذام، وكان في كتابي عن السدي، عن أبي صالح، فتركه، لَمْ يحدثنا به عنه، وترك ابن مهدي بأخرة جابرًا الجعفي.
قلت: فتبين من ذلك أن تركه الرواية عن الضعفاء إنما كانت في آخر أمره، وهذا لا يعارض روايته عن عبد الله العمري، فلعله روى عنه قبل أن يذهب هذا المذهب من التشديد في الرواية.