فإن قيل: فلعل عكرمة بن عمار عنده صدوق حسن الحديث، فالجواب: أنه قد ورد عنه ما يدل على خلاف ذلك، فقد قال (ص: ٥١): "عكرمة بن عمار يمامي ثقة ثبت".
فتبين أنه أراد بذلك غير الحسن الاصطلاحي.
ومثله:
ما أورده (ص: ١٠٢)، قال:
"وحديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح: حديث حسن الإسناد ثبت، رواه قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواية قتادة، عن أبي العالية مرسلة كلها إلا أربعة أحاديث سمعها من أبي العالية، هذا الحديث أحد الأربعة، فرواه عن قتادة سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة، ومنصور بن زاذان، وهمام بن يحيى، وأبان العطار، وأبو هلال الراسبي".
قلت: وهذا الإسناد صحيح، وقد وصفه يعقوب بن شيبة بأنه ثبت، فتبين أنه أراد أمرًا آخر بخلاف الاصطلاح حين وصفه بأنه حديث حسن الإسناد، والذي يتبين لي أنه أراد بذلك إما التفرد به من الوجه المروي منه، وهو اصطلاح مشهور عند المتقدمين، أو حسن المعنى وجزالة اللفظ، وهو صنيع بعض العلماء.
ومما يؤكد ذلك أن يعقوب بن شيبة قد صنَّف كتابه هذا قبل