ابن محمد الحافظ أنه قال: كان ضعيفًا، وكان يضع الحديث أيضًا.
وأما المؤلف فقد هوَّن من ضعف السُّدي هذا، فقال (ص: ٣٥٣): (محمد بن مروان السدي متروك الحديث، وكُذِّب).
وهذا مشعر أن الرجل وان كان ضعيف الحال جدًّا إلا أنه لا يتهم بوضع، لا سيما وقد مرَّض المؤلف تكذيبه بقوله:(كُذِّب)، وهي صيغة تدل على ضعف القول، ومن ثم التشكيك في هذا التكذيب، مع أن تكذيبه قد ورد عن إمام حافظ كبير، وكذلك فقد غضَّ الطرف عن نسبته إلى الوضع، وقد ورد هذا عن إمام آخر مقدَّم في الرجال والحديث، وهو صالح بن محمد - رحمه الله -.
وقد توبع السُّدي هذا على هذه الرواية.
فقد أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "الثواب" كما في "اللآلئ"(١/ ٢٨٣):
حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الأعرج، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
قلت: عبد الرحمن بن أحمد الأعرج هذا هو ابن أبي يحيى الزهري، ترجمه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(٤/ ٢٢٧)، ولم يورد فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وتابعه على ذلك الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" وفيات سنة (٣٠٠) هـ.