"يبدأ بالركوع قبل السلام في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وذلك لأن المستقر عندهم هو قصد المسجد لا القبر، فقُدِّمت تحية المسجد، ثم قُرن بزيارة القبر، فورد بعدها الصلاة والتسليم على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فهذا هو عين الاعتدال، لا الابتداع في دين الله والتشدد.
ونقل القاضي إسماعيل في "المبسوط" - كما في "مجموع الفتاوى"(١/ ٣٠٤):
أن الإمام مالك - رحمه الله - سئل عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
إن كان أراد القبر فلا يأته، وإن أراد المسجد فليأته، ثم ذكر الحديث:
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ".
ثم وجدت عن الإمام أحمد - رحمه الله - ما يدل على ذلك.
فقد نقل ابن عبد الهادي - رحمه الله - (ص: ١٢٦) من منسك المرُّوذي، عن الإمام أحمد، قال:
"ثم ائت الروضة، وهي بين القبر والمنبر، فصلِّ فيها وادع بما شئت، ثم ائت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقل: السلام عليك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورحمة الله وبركاته .... ".
فهذا يؤيد ما تِقدَّم من استقرار العمل عندهم على أن القصد